الأربعاء الخامس من الصوم الكبير «الإنجيل

إنجيل القدّيس لوقا 17-11:7

 

ذَهَبَ يَسُوعُ إِلى مَدينَةٍ تُدْعَى نَائِين، وَذَهَبَ مَعَهُ تَلاميذُهُ وَجَمْعٌ كَثِير.


وٱقْتَرَبَ مِنْ بَابِ المَدِينَة، فإِذَا مَيْتٌ مَحْمُول، وَهوَ ٱبْنٌ وَحِيدٌ لأُمِّهِ الَّتِي كانَتْ أَرْمَلَة، وَكانَ مَعَها جَمْعٌ كَبيرٌ مِنَ المَدِينَة.


وَرَآها الرَّبُّ فَتَحَنَّنَ عَلَيها، وَقَالَ لَهَا: «لا تَبْكِي!».


ثُمَّ دَنَا وَلَمَسَ النَّعْش، فَوَقَفَ حَامِلُوه، فَقَال: «أَيُّهَا الشَّاب، لَكَ أَقُولُ: قُمْ!».


فَجَلَسَ المَيْتُ وَبَدَأَ يَتَكَلَّم، فَسَلَّمَهُ يَسُوعُ إِلى أُمِّهِ.


وٱسْتَولى الخَوفُ عَلَى الجَميع، فَأَخَذُوا يُمَجِّدُونَ اللهَ وَيَقولون: «لَقَد قَامَ فِينا نَبِيٌّ عَظِيم، وَتَفَقَّدَ اللهُ شَعْبَهُ!».


وَذَاعَتْ هذِهِ الكَلِمَةُ عَنْهُ في اليَهُودِيَّةِ كُلِّهَا، وفي كُلِّ الجِوَار.

 

 

 

تأمل:

«يا فتى، أقولُ لَكَ: قُمْ!»

 

حتّى لو أزالت أعراض الموت كلَّ أمل في الحياة، وحتّى لو كانت أجساد الأموات موضوعة بالقرب من القبر، غير أنّه عند سماع صوت الله، فإنّ الجثث الآخذة بالتحلّل تقوم وتعود للحياة

والنطق: الابن أعيد إلى والدته، وقد دُعي من القبر لا بل يمكن القول إنّه أنُتزِع منه. ما هو هذا القبر بالنسبة إليك؟ إنّه عاداتك السيّئة ونقصُ الإيمان. إنّ الربّ يسوع المسيح يُحَرِّرُك من هذا القبر،

وإذا سمعت كلام الله سوف تقوم من هذا القبر. حتّى لو كان لديك خطيئة عظيمة جدًّا لدرجة أنّه لا يمكنك أن تغسلها بدموع التوبة، فالكنيسة أمّك سوف تبكي من أجلك، هي التي تتوسّط من أجل

كلّ ابن من أبنائها كما توسّطت الأرملة من أجل ابنها الوحيد. لأنّها تتعاطف بنوع من الألم الروحي، وهذا أمر طبيعي بالنسبة إليها عندما ترى أنّ أولادها منجرّين نحو الموت بسبب خطاياهم

المميتة... فَلْتَبْكِ إذًا، هذه الأمّ التقيّة، ولترافقها الجموع؛ فلتتعاطف مع هذه الأمّ الحنونة، ليس فقط جمعًا عاديًّا إنّما جموعًا غفيرة. حينئذٍ، سوف تقوم من قبرِكَ وسوف تتخلّص منه، فيتوقّف حاملو

 

النعش وتتكلّم أنت بكلام الأحياء ويندهش الجميع. إنّ مثالاً واحدًا سوف يكون عبرةً لكثيرين، فيحمدون الله على منحنا علاجًا يجنّبنا الموت.

 

القدّيس أمبروسيوس (نحو 340 - 379)، أسقف ميلانو وملفان الكنيسة