ذخائر القديس أوغسطينوس وأمه مونيكا في صليب صدر البابا لاوُن الرابع عشر

متفرقات

ذخائر القديس أوغسطينوس وأمه مونيكا في صليب صدر البابا لاوُن الرابع عشر

برنامج قداسة أسقفيّة في رموز ملبسه

في اليوم الثامن من أيار، عندما أطَلَّ البابا لاوُن الرابع عشر من الشرفة المركزية في بازيليك القديس بطرس ليُعلِن للعالم انتخابه حبرًا أعظم، كان يحمل على صدره صليبًا لا يُعدّ مجرّد زينة، بل هو بمثابة علامة إيمان مرئيّة  وبرنامج روحيّ. ففي داخله، تستقرّ ذخائر قدّيسين من عائلة الرهبنة الأوغسطينية، جسّدوا في حياتهم معاني الأمانة، والإصلاح، والخدمة، والشهادة حتى الدم. في قلب هذا الصليب، قطعة من عظام القديس أوغسطينوس، ذاك الأب العظيم للكنيسة الذي علّم أن الطريق إلى الله تمرّ عبر أعماق الذات، وأن العقل لا يُعارض الإيمان بل يُنيره. إنّها علامة على دعوة هذا البابا الجديد إلى السير في درب التأمل والتبشير بالكلمة المستنيرة بالعقل والإيمان.

لكنّ الأمر لا يتوقّف عند القديس أوغسطينوس؛ ففي الجزء العلوي من الصليب ذخيرة والدته القديسة مونيكا، المرأة الصابرة المثابرة، التي سقت ابنها بدموع الصلاة حتى عاد إلى حضن المسيح. وعلى الذراع الأيسر ذخيرة للقديس توماس ودا فيلانوفا، الأسقف المُصلح الذي عاش في القرن السادس عشر، واشتهر برعايته للفقراء وتأسيسه لمعهد إكليريكي قبل أن يقرّ مجمع ترينتو قواعد التنشئة الإكليريكيّة. وعلى الذراع الأيمن، ذخيرة الطوباوي أنسلمو بولانكو، أسقف ترويل في إسبانيا، الذي استشهد إبّان الاضطهاد الديني في الحرب الأهلية الإسبانية، بعد أن رفض أن يترك شعبه أو يخون ولاءه للبابا. وأخيرًا، في قاعدة الصليب، نجد ذخيرة خادم الله جوزيبه بارتولوميو مينوكيو، الأسقف الذي واجه العاصفة النابليونية بثبات إيماني، رافضًا أداء قسم الولاء لنابليون، ومكرّسًا حياته لخدمة كنيسة روما.