البابا يترأس القداس الإلهي في استاد زيمبيتو «متفرقات

 

 

ألقى البابا فرنسيس عظة خلال ترؤسه القدّاس الإلهيّ في استاد زيمبيتو في مابوتو أمام زهاء ستين ألف مؤمن، وقد استهلّها قائلاً:

 

 

 

 

لقد أصغينا في إنجيل القدّيس لوقا إلى مقطع من "عظة الجبل". بعد أن اختار يسوع تلاميذَه وأعلن التطويبات، قال "وأمَّا أنتم أيُّها السَّامعون، فأقولُ لكم: أحبُّوا أعداءَكم" (لوقا 6، 27). 

 

 

أنها كلمة موجَّهة إلينا اليوم أيضًا في هذا الاستاد مشيرًا إلى أنّ يسوع يقول ذلك بوضوح وبساطة وحزم، محدِّدًا طريقًا ضيِّقًا يتطلّب بعض الفضائل. إنَّ يسوع يتكلّم عن العدوّ الحقيقيّ الذي كان قد أشار إليه في التطويبات (6، 22): الذي يبغضنا ويرذلنا ويشتم اسمنا وينبذه كأنّه عار. إنّ يسوع لا يدعونا إلى محبَّة نظريَّة، إذ إن الطريق التي يقترحها علينا هي الطريق التي سار عليها هو نفسه أوَّلا. وأشار الأب الأقدس من ثمَّ إلى أنّه من الصعب الكلام عن المصالحة عندما تكون الجراح الناتجة عن سنين طويلة من النزاع لا تزال مفتوحة، أو الدّعوة إلى القيام بخطوة مغفرة والتي لا تعني تجاهل الألم وطلب محو الذاكرة أو المُثل. وأضاف يقول في عظته إنّ يسوع يدعونا إلى المحبَّة وفِعل الخير ويطلب منّا أيضًا أن نصلّي من أجل مَن جرحنا. وأشار الأب الأقدس في عظته إلى أنّ ما من عائلة أو بلد له مستقبل إذا كان المحرّك الذي يوحّد ويجمع هو الثأر والكراهية. وذكّر أيضًا بأنّه من الأهميّة بمكان عدم نسيان أن لشعوبنا الحقّ في السلام.

 

 

 

 

 إنّ يسوع، ولكي يجعل دعوته ملموسة أكثر، يقترح قاعدة ذهبيَّة أولى "كما تريدونَ أن يُعاملَكُم الناس فكذلكَ عاملُوهم" (لوقا 6، 31)، ويساعدنا على اكتشاف أهمّ ما في تبادليّة التصرّف هذه: أن نحبّ بعضنا بعضا، ونساعد بعضنا البعض بدون انتظار شيء في المقابل. وأضاف البابا فرنسيس أن يسوع يقول لنا "أحبّوا بعضكم بعضًا"، ويُترجم بولس ذلك وكأن "نلبس عواطف الحنان والرأفة" (قولسي 3، 12). وأشار في عظته أيضًا إلى أن تخطي أزمنة الانقسام والعنف لا يتطلّب فقط فِعل مصالحة أو السلام بمعنى غياب النزاع، إنّما الالتزام اليوميّ لكلِّ واحدٍ منّا بالتحلّي بنظرة مكترثة وفاعلة تقودنا إلى معاملة الآخرين بتلك الرّحمة والرأفة اللتين نريد أن نُعامَل بهما؛ الرَّحمة والرأفة لاسيَّما إزاء الذين، وبسبب أوضاعهم، يتمّ بسهولة استبعادهم.  بالرغم من أنّ موزمبيق أرض ملأى بثروات طبيعيّة وثقافية، هناك قسم هائل من السكان يعيش تحت عتبة الفقر.  نريد أن يسود السّلام قلوبنا ونبض شعبنا. نريد مستقبل سلام. نريد أن يسود سلام المسيح قلوبنا، كما جاء في رسالة القدّيس بولس إلى أهل قولسي.

 

 

 

 

 

في ختام زيارتي، أودّ أن أشكر جميع من تعاونوا لتحقيقها، بدءًا من رئاسة أبرشيّة مابوتو وراعيها المطران فرنسيسكو شيمويو الذي أشكره على الضيافة الأخويّة وعلى التحيَّة التي وجهَّها باسم الإخوة الأساقفة وشعب الله. كما وشكر البابا فرنسيس الرئيس فيليبي نيووزي على اهتمامه، إن على الصعيد الشخصيّ، أو من خلال المؤسَّسات الحكوميَّة المتعدِّدة وقوى الأمن في البلاد. كما وجّه الأب الأقدس تحيَّة شكر إلى أعضاء اللجنة المنظِّمة والمتطوعين الكثيرين. وشكر أيضًا الصحفيِّين وجميع الأشخاص الذين خرجوا من منازلهم ليحيّوه.

 

 

 

 أيّها الإخوة والأخوات أعلم أنّكم قمتم بتضحيات للمشاركة في الاحتفالات واللقاءات. إني أقدر ذلك وأشكركم من صميم القلب. وشكر البابا فرنسيس أيضًا جميع الذين لم يتمكّنوا من ذلك بسبب تبعات الأعاصير الأخيرة وقال: أيّها الإخوة الأعزاء، شعرت مع ذلك بدعمكم، وأقول للجميع: لديكم دوافع كثيرة للرّجاء. حافظوا على الرّجاء ولا تدعوه يُسلب منكم! إن أفضل طريقة للحفاظ على الرّجاء هي البقاء متّحدين، كيما تتقوى أكثر فأكثر جميع الدوافع التي تدعم هذا الرّجاء في مستقبل مصالحة وسلام في موزمبيق.

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.