"لتُهلِّلْ جميع أشجار الغاب" (مز 96: 12). لقد جاء الرّب في المرّة الأولى فهلّل شجر الغاب وسوف يأتي من جديد ليدين الأرض (مز 96: 13).
سوف يجد أولئك الذين آمنوا بمجيئه الأوّل يقفزون من الفرح "لأنّه أتى". "إِنَّهُ مُقبِلٌ لِكَيما يَدينَ ٱلأَرض بِٱلعَدلِ يَدينُ ٱلعالَم وَبِحَقِّهِ يُحاكِمُ ٱلأُمَم" (مز 96: 13).
فهل لأنّك غير عادل، يكون القاضي غير عادل؟ أم لأنّك كاذب، لا تكون الحقيقة صحيحة؟ لكن إن كنت تريد أن تلتقي بقاضٍ رحوم، كُن رحومًا قبل أن يأتي. اغفرْ لمَن أساء إليك؛ أعطِ ما تملك بدون حدود.
وأنتَ، ماذا يمكنك أن تعطي إن لم يكن ما أعطاكَ إيّاه؟ إن كنتَ تعطي من ممتلكاتك الخاصّة، سيكون هذا كرمًا منك. بما أنّكَ تعطي ممّا أعطاك إيّاه، فهذا يُعتبر تسديدًا للدين. "وأيّ شيء لكَ لم تنَله؟" (1كور 4: 7).
هذه هي التضحيات التي ترضي الله: الرّحمة، والتواضع، والامتنان، والسَّلام والمحبّة. إن كان هذا ما نقدّمه، فإنّنا سننتظر بكلّ ثقة مجيء القاضي الذي سوف "يَدينَ ٱلأَرض بِٱلعَدلِ يَدينُ ٱلعالَم وَبِحَقِّهِ يُحاكِمُ ٱلأُمَم".
القدّيس أوغسطينُس (354 - 430)،
أسقف هيبّونا